عندما تفكر في البورصة، هل تساءلت يومًا من الذي يمسك بزمام الأمور؟ إنها سؤال نادرًا ما يُطرح، ومع ذلك، فإنه من الضروري فهم من يتحكم في هذه المراكز المالية الضخمة.
في الأساس، ملكية البورصات مثل بورصة نيويورك (NYSE) وناسداك تعود إلى شركات متداولة علنًا. على سبيل المثال، تمتلك شركة Intercontinental Exchange Inc. (ICE) بورصة نيويورك، وهي شركة مدرجة في بورصتها الخاصة. وهذا يعني أن أي فرد أو مؤسسة يمكنهم شراء الأسهم وأن يصبحوا جزءًا من ملكيتها. وبالمثل، تمتلك شركة Nasdaq Inc. وتدير سوق ناسداك للأوراق المالية.
يمكن أن تكون الملكية أحيانًا متنوعة بين الآلاف من المساهمين، والذين قد يشملون مستثمرين فرديين، وصناديق استثمار مشتركة، ومستثمرين مؤسساتيين، أو حتى شركات أخرى. يمتلك هؤلاء المساهمون حقوق التصويت ويمكنهم التأثير على اتخاذ القرارات من خلال انتخاب أعضاء مجلس الإدارة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون البورصات مملوكة أيضًا من قبل أعضائها، مثل شركات الوساطة. كان هذا النموذج أكثر شيوعًا في الماضي عندما كانت البورصات تعمل كجمعيات تعاونية مملوكة للأعضاء. ومع ذلك، كثير منها قد تحول إلى شركات متداولة علنًا.
لماذا يهم ذلك؟ إن فهم من يملك هذه البورصات يوفر فهماً للأبعاد التنظيمية والتشغيلية التي تحكمها. يمكن أن تكشف معرفة الهيكل المؤسسي والملكية أيضًا عن دوافعها وتحركاتها الاستراتيجية.
في النهاية، بينما تضمن الملكية العامة قاعدة واسعة من المساءلة والشفافية، فإن ذلك يعني أيضًا أن البورصات تخضع لقوى السوق مثل أي كيان تجاري آخر.
كشف الأثر الخفي لملكية البورصة
عند النظر في ملكية البورصات، يكشف ذلك عن طبقة معقدة جذابة. فإن سيطرة الشركات المتداولة علنًا على البورصة تؤثر على أكثر مما قد تتصور.
التأثيرات على استقرار السوق والاقتصادات العالمية
تؤثر هياكل الملكية بشكل مباشر على استقرار الأسواق المالية وسلوكها. على سبيل المثال، تعني الملكية الشركات أن البورصات، مثل NYSE وناسادك، مدفوعة بمصالح المستثمرين التي قد تعطي الأولوية للربح على المدى القصير على صحة السوق على المدى الطويل. يمكن أن تؤدي هذه الديناميكية إلى زيادة التقلبات، مما يؤثر على الاقتصاديات العالمية. إذا دفع المستثمرون الرئيسيون من أجل سياسات أكثر خطورة لتحسين الأداء على المدى القصير، يمكن أن تشعر كامل النظام المالي بتأثيرات ذلك.
دور الرقابة التنظيمية
هناك حقيقة مثيرة للاهتمام حول كيفية أن ملكية البورصات يمكن أن تحد أو تعزز من الرقابة التنظيمية. عندما كانت البورصات جمعيات تعاونية مملوكة للأعضاء، كانت الرقابة التنظيمية تميل إلى أن تكون أكثر تشددًا بسبب المصالح الجماعية للأعضاء. الآن بعد أن أصبحت مملوكة لشركات عامة، يجب على الجهات التنظيمية أن توازن بعناية بين مصالح المساهمين العموميين ومصالح النظام المالي الأوسع. هذا يقدم صراعات محتملة للمصالح ويثير تساؤلات حول كفاية اللوائح الحالية لضمان عمليات عادلة وشفافة.
من المستفيد؟
بينما يمكن للجمهور أن يملك جزءًا من هذه البورصات، فإن ذلك يثير تساؤلات حول من يستفيد حقًا. يزعم البعض أن هذه الديمقراطية تؤدي إلى مزيد من المساءلة، بينما يخشى آخرون من هيمنة المستثمرين المؤسسات الكبرى. هل تخدم هذه البورصات مصالح مساهميها أم المجتمع المالي العالمي بشكل عام؟
للحصول على مزيد من الأفكار حول الاتجاهات المالية العالمية، زر موقع بلومبرغ و CNBC.